بات لكلمة “مؤثر” معنى آخر في السنوات الأخيرة الماضية، فلم تعد تقتصر دلالته على التأثير بشكل عام، بل صار له معنى التأثير بشكل عام، بل صار له معنى آخر يشبه “المدوّن” (Blogger).

تبعت بمصطلح “المؤثّرين” أمور عديدة فعلى سبيل المثال ظهرت طريقة جديدة للتسويق وتسمّى “التسويق عبر المؤثّرين” (Influencer Marketing) وهي من أكثر طرق التسويق نجاحاً، حيث يأتي كلّ فلسٍ

يتمّ صرفه في هذا النوع من التسويق بثماره وفي فترةٍ زمنيّة قصيرة جدّاً. لذلك تلجأ الكثير من الشركات والعلامات التجاريّة إلى المؤثّرين لكي يقوموا بالتسويق لهم أو لمنتجاتهم أو لخدماتهم.  

فإن كان لديك نشاطٌ معيّن تحبّ أن تقوم به وإن كان لديك موضوعاً محدّداً تحبّ أن تتناوله، وتودّ أن تشارك صوراً أو فيديوهات أو مقالاتٍ عنه فعليك أن تصبح “مؤثّراً”.

ماذا يعني مؤثّر (Influencer)؟

كما هو واضحٌ من التسمية المؤثّر هو الشخص الذي يترك أثراً على الآخرين أكثر من غيره وعادةً ما يختصّ المؤثّر بمجالٍ معيّن، ولا يشترط أن يكون نجماً معروفاً، فيمكن أن يكون شخصاً عاديّاً يحبّ أن يشارك نشاطاته مع الآخرين.

لآراء المؤثّرين مكانة كبيرة عند متابعيهم وبيدهم أشياء كثيرة. ومع أنّه لا توجد “عصاً سحريّة” تجعلك مؤثّرا لكن هنالك بعض الخطوات التي تساعدك لتتقدّم في هذا الطريق.

لكي تصبح مؤثّراً ناجحاً عليك أن تختار تخصّصاً ومجالاً معيّناً، فلن تستطيع ومن الأفضل ألّا تحاول تناول مواضيع متعدّدة بل ركّز على موضوع ومجال واحد.

كيف تقوم بذلك؟

  •  ابحث
  •  اكتب مقالة/ جهّز فيديو
  •  انشر
  •  أعد الكرّة

قبل أن تبدأ اكتشف ما هو الشيء الذي تحبّ القيام به وما هو النشاط الذي تستمتع وأنت تقوم به، وبعد أن تبدأ عليك أن تعمل بإخلاص وصدق لكي تكسب ثقة متابعيك وتؤسّس لنفسك “قاعدة” من المتابعين تكون

معروفاً بينهم وسيقوموا باتّباعك أينما ذهبت وعلى أيّ موقعٍ اشتغلت بنشر محتواك أكان التويتر (Twitter) أو انستاجرام (Instagram) أو قنوات بينجل (Pinngle Channels) أو غيرها من أدوات النشر.

انشر المحتوى مجّاناً:

لكي تصبح مؤثّراً في المستقبل عليك أن تقوم بنشر الكثير والكثير من المحتوى ذو القيمة (Value) وعالي الجودة. وعليك أن تعمل بشكلٍ مجّاني في بداية الأمر ولفترة طويلة إن تطلّب الأمر، وإن استطعت أن

تؤسّس لمحتوى كبير في مجال معيّن ستبدأ الشركات والعلامات التجاريّة التي تعمل في هذا المجال بالظهور والطلب منك أن تقوم بالترويج لهم ولخدماتهم ولمنتجاتهم ومن هنا تبدأ بربح المال․

ولكن نشر محتوى ذو قيمة هو أمرٌ أساسي إن كانت غايتك أن تربح المال عبر عملك كـ”مؤثر”، وإن كنت تودّ أن تجذب العلامات التجارية إليك، فلن يلجأ أحد لك إن لم يكن لديك محتوى متميّز واحترافي.

ما هي أوّل خطوة في رحلتك في عالم “التأثير”؟ هنالك أدوات ومواقع عديدة يمكنك أن تبدأ عبرها، نذكر منها:

ميديوم (Medium): إن كنت تودّ أن تبدأ عملك بالكتابة فهذا الموقع هو خير مكانٍ لتنشر فيه مقالاتك، والأفضل أن تقوم بالنشر بشكلٍ دوري.

اجعل جملك قصيرة ولتكن نبرتك وديّة وممتعة، طبعاً الأفضل أن تقرأ عن الكتابة وتكون محترفاً في هذا المجال ولا تنسى “الجودة العالية المطلوبة” دائماً.

تويتر (Twitter):

يمكنك استخدام تويتر من أجل نشر الرسائل القصيرة ويمكنك استغلال الهاشتاغ (Hashtag) في هذا الموقع لكي تجذب الغرباء الذين لم يزوروا صفحتك.

انستجرام (Instagram): هذا الموقع هو الأفضل لمحبّي التصوير بمختلف أشكاله، ولكن الأفضل أن تقوم بنشر صنفٍ معيّن من الصور (صور للطبيعة أو الطبخ أو…). ولا تنسى الهاشتاك الذي يعمل بشكلٍ فعّال في هذا الموقع.

بيكسارت (Picks Art):

مؤثر

هذا تطبيق خاص بتحرير الصور على الهاتف الذكي، وهو “مجتمع” للمبدعين. يمكنك أن تستخدم هذا التطبيق من أجل تحرير الصور التي ستقوم بمشاركتها على الانستجرام. يمكن لأيّ كان أن يستخدم التطبيق أكان محترفاً أم مبتدئاً.

اليوتيوب (Youtube):

مؤثر

ظهرت قنوات اليوتيوب في السنوات الأخيرة الماضية، ويقوم الكثير من أصحاب هذه القنوات بمشاركة الفيديوهات عن العلم واللايف ستايل (نمط الحياة) والتسلية والألعاب والحيل والمعرفة.

يمكن للمؤثر الذي يستخدم اليوتيوب أن يتناول أيّ موضوعٍ يشاء، فالمجال في هذا الموقع أوسع من المواقع الأخرى ولكن على الفيديوهات أن تكون عالية الجودة واحترافيّة.

بينجل (Pinngle):

التطبيق هو من تطبيقات المراسلة الفوريّة (ماسنجرات) ولكن وبالإضافة إلى المحادثات النصيّة والمكالمات الصوتيّة والخدمات الأخرى، يجد مستخدم التطبيق فيه ما يعرف

بالقنوات العامّة (Public channels) التي يمكن للمؤثّرين أن يستخدموها من أجل نشر محتواهم، فإن كنت مؤثّراً/ مدوّناً يمكنك أن تنضمّ لعائلة مدوّني التطبيق مجّاناً.

من إيجابيات التطبيق كونه لا يسمح لأيّ كان بأن يطلق قناته بل على صاحب القناة أن ينشر محتوىً ذو قيمة، ومن جهة أخرى لا توجد في التطبيق الدعايات والإعلانات المزعجة.

ابقى على تواصل: من المؤكّد أنّ تواجدك على شبكة الانترنت هو مهمّ جدّاً ولكن وجودك على الشبكة لوحده ليس كافياً لكي تصبح مؤثّراً، فعليك أن تتواصل مع الآخرين بشكلٍ مستمر، إن كان باستطاعتك فقم بلقاء المؤثّرين الآخرين شخصيّاً وابقى على تواصلٍ معهم وتابع كل جديدهم.

ويمكنك القيام بذلك عبر الشبكة حيث يمكنك أن تتابعهم عبر لينكد إن (Linked in) مثلاً وننصحك بأن تتواصل معهم وتسألهم عن خبراتهم ونصائحهم وارشاداتهم، ولا تنسى “اليد الواحدة لا تصفّق”.

الخلاصة: قد لا تصبح مؤثّراً في ليلةٍ وضحاها ولكن ذلك ليس الأساس في الأمر، كل ما عليك أن تقوم به هو أن تركّز على مجال واحد وتؤسّس وجوداً قويّاً لنفسك على شبكة الإنترنت، وتكون صبوراً وتستمرّ في قيام الأمور التي تحب إلى أن تحصد نتيجة العمل الذي تقوم به.