18.07.2017

 

تحتلّ السعوديّة المرتبة الأولى بين الدول العربيّة والمرتبة الثانية في العالم من حيث استخدام تطبيق سناب شات (Snapchat). لا يمكن لأيِّ متابعٍ سوى أن يلتفت لهذه الظاهرة ويتفكّر في هذا الأمر،

لذلك سنتحدّث اليوم عن علاقة السعوديين بالسناب شات، لكن وقبل أن نغوص في موضوعنا فلنتعرّف أوّلاً على تطبيق السناب شات (Snapchat)، متى تم إطلاقه وما هي ميْزاته وسلبيّاته وما هي الدول التي ينتشر فيها.

تمّ إطلاق التطبيق في سنة ٢٠١١ من قبل إيفان شبيغل، وروبرت مورفي، وريجي براون طلّاب جامعة ستانفورد تحت اسم بيكابو “Picaboo” حيث أنّه كان مشروعاً دراسيّاً، وفي نفس السنة تمّ إعادة إطلاق التطبيق تحت اسم سناب شات.

كانت الفكرة أن يكون “تطبيق سيلفي” يسمح لمستخدميه أن يرسلوا صوراً لبعضهم البعض تمحو نفسها بنفسها بعد فترة قصيرة من الزمن.فبعد أن أُعجِب زملاء شبيغل بفكرة الصور المؤقّتة قام بتحضير التطبيق “بيكابو”، “سناب شات” لاحقاً.

كان الهدف الأساسيّ من التطبيق مشاركة الصور بين شخصين لا أكثر، تمّ إضافة الميزات الأخرى لاحقاً كإمكانيّة حفظ الرسائل والقيام بمحادثات الفيديو،

يعتبر الشباب الشريحة العمريّة الأكثر استخداماً للتطبيق، والمحتوى الأساسيّ للرسائل والصور التي يتمّ  مشاركتها عبر التطبيق هو الكوميدي والمضحك حيث أنّه يقال بأنّ نجاح السناب شات يعود لكونه ممتعاً أكثر من كونه آمناً، والمناطق الأكثر استخداماّ له هي امريكا الشماليّة (الولايات المتّحدة وكندا) ٦٠مليون، البرازيل ٩ مليون، استراليا ٣ مليون.

ويتمّ تحميل التطبيق بشكل أساسي على الهواتف الذكيّة المحمولة، ووصل عدد مستخدمي التطبيق النشطاء إلى ١٦٦ مليون يوميّاً في أيّار ٢٠١٧. في بادئ الأمر كان التطبيق موجوداً فقط على منصّة الأيفون (IOS) ولكن تمّ إطلاقه كتطبيق يعمل على الأندرويد (Android) منذ أكتوبر٢٠١٢.

وبات الآن ممكناً إرسال الرسائل الخطيّة والقيام باتّصالات الفيديو وحتّى إرسال المال للمستخدمين الآخرين. ومنذ شهر تمّوز(يوليو) ٢٠١٦ أُتيح للمستخدمين القيام بحفظ المُحْتوى المُرْسَل مهما كان عبر خاصيّة ” Memories“.

من إيجابيّات سناب تشات أنّ المُحتوى يُمحى بعد فترة قصيرة من الزمن، على عكس مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن للمدراء مثلاً أن يتفقّدوها قبل مقابلة العمل.

هذا وقد أطلق السناب تشات منتجاً خاصّاً بها وهو نظّارات سناب تشات المزوّدة بالكاميرات وقامت بتسميتها ب “Spectacles” وهو خاصٌّ بتسجيل الفيديوهات القصيرة التي لا تتجاوز مدّتها الثلاثين ثانية، يقوم بتسجيل الفيديو بشكل دائري حيث يمكن مشاهدته من كل الجهات ومدة تحمّل البطّاريّة بدون شحن ٢٤ساعة متواصلة، وسعر الواحدة منها ١٣٠دولار أميركي.

يرجّح البعض أنّ سبب إطلاق الشركة لهذه النظّارات هو منافسة نظّارات غوغل “Google glass” التي لم تلقى نجاحاً كبيراً، حيث اعْتُبِرت مُنْتهكة لخصوصيّة الآخرين على عكس نظّارات سناب تشات “سبيكتيكلز” التي تنبّه الآخرين عبر ضوءٍ يشتعلُ عند تشغيل الكاميرا.

ويرى آخرون أنّ السبب وراء هذه النظّارات هو تركيز التطبيق على الصور والفيديوهات أكثر من الدردشة حيث أنّه قامت شركة الفيسبوك بطرح جميع ميْزات التطبيق في “الانستغرام”،

ولا ننسى أنّه حاولت الفيسبوك الاستحواذ على السناب تشات مقابل٣ مليار (بليون) دولار أميركيّ، كذلك الغوغل مقابل٤مليار دولار أميركيّ، ولكنه تمّ رفض جميع العروض باعتبار  أنّ قيمة التطبيق سترتفع في المستقبل.

خاصيّة الجيوفيلتر “Geofilter”: نأتي هنا إلى موضوع بحثنا، حيث أنّه يعتبر البعض هذه الخاصيّة أحد أسباب انتشار التطبيق في السعوديّة .

عبر هذه الخاصيّة يمكن للمستخدمين أن يطلقوا الفلترات الخاصّة وأن يقوموا بتفعيل فلاتر خاصّة بأماكن تواجدهم فهي تغطّي أماكن جغرافيّة محدّدة صغيرة. ويستخدم البعض هذه الفلاتر لأغراض تجاريّة ولمناسبات خاصّة كأعياد الميلاد والأعراس.

بالإضافة إلى “الجيوفيلتر” يرجّح البعض انتشار التطبيق في المملكة العربيّة السعوديّة إلى استخدام العديد من المشاهير العرب له،فلقد وصل عدد مستخدمي سناب شات النشطين السعوديّين يوميّاً ٨,٢ مليون مستخدم ويتركّزون في العاصمة رياض ومدينة جدّة، وينتشر التطبيق بشكل كبير بين الإناث أكثر من الرجال.