14.11.2017

ما يُعرف بـِ”الجمعة السوداء” هو يوم الجمعة الذي يلي “عيد الشكر”(Thanksgiving) الذي يحتفل به في الولايات المتّحدة الأميركيّة والذي يقع في  يوم الخميس الأخير لشهر تشرين الثاني (نوفمبر).

ومنذ سنة 1952 يُعْتبر هذا اليوم بداية موسم التسوّق الخاص بعيد رأس السنة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وتقوم المحال التجارية في هذا اليوم بالعمل لأوقات أطول من أيّام العمل العاديّة،

فتفتح مبكراً وتغلق متأخّرةً. وهذا اليوم هو يوم عطلة في بعض ولايات أمريكا. الجمعة السوداء هي أكثر أيّام السنة ازدحاماً منذ سنة 2005، حيث بدأ الازدحام بالازدياد منذ سنة 2003 بعد أن كان أكثر أيّام السنة ازدحاماً يوم عيد رأس السنة.

تمّ إنفاق 50 مليار (بليون) دولار أميركي في عطلة الأربعة أيّام الخاصّة بالجمعة السوداء في سنة 2014 في الولايات المتّحدة.

أمّا معنى المصطلح وظهوره فيرجعه البعض إلى الازدحام الشديد الذي كان يظهر في اليوم التالي لعيد الشكر ويرجعه البعض الآخر إلى أنّ هذا الاصطلاح تطوّر من المصطلح الذي يستخدم في علم المحاسبة،

وهو “استخدام الحبر الأسود” (Being in black) فتستخدم الشركة أو المحل التجاري الحبر الأسود بعد أن كانت تستخدم الحبر الأحمر الذي يعتبر مؤشّراً سلبيّاً.

فاستخدام الحبر الأسود يعني أنّ الشركة تربح أمّا استخدام الحبر الأحمر فيعني أنّ الشركة تخسر. بجملة واحدة: تمّت تسمية هذا اليوم بالجمعة السوداء لأنّه تزداد أرباح المحال التجاريّة بعد ركود طويل!

يمكن للناس الاستفادة من المواقع الإلكترونيّة التي تقدّم العروض الخاصّة “بالجمعة السوداء”، فهنالك مواقع تعلم المستخدمين عن هذه العروض قبل شهر من “اليوم”. غالباً ما تقوم هذه المواقع بعرض المنتجات وأسعارها مصحوبة بصورها.

وإمّا أن تكون هذه المعلومات مسرّبة من قبل أحد الموظّفين، أو تقوم الشركة بتسريبها عمداً لكي تمنح عملائها وزبائنها الفرصة والوقت الكافي لكي يخطّطوا ويتحضّروا لشراء حاجياتهم من مخازنها.

الإثنين الأسود (الإلكتروني: Cyber Monday) ؟؟!!!

لاحظ بائعو التجزئة وأصحاب المحال بشكل عام بأنّه يكون الكثير من الناس مشغولين في يوم “الجمعة السوداء” ولا يستطيعون شراء ما يبتغون، فيلجأون إلى التسوّق الإلكترونيّ، وأكثرهم يقوم بذلك يوم الإثنين.

وغالباً ما يقوم العُملاء بالاستمرار بالتسوّق الإلكترونيّ في أيّام الأسبوع اللاحقة للاثنين الإلكترونيّ، ويسمّى هذا الاسبوع بـ”الأسبوع الإلكتروني” (Cyber week).

يشتهر يوم “الجمعة الأسود” بالفوضى والعنف الذي يرافقه، حيث يتدافع الناس ويقعون على الأرض ويتقاتلون من أجل الحصول على الحاجيات، فيصبحون جمعاً لا يمكن التحكّم به، مّما يؤدّي إلى إصابتهم ببعض الجروح الخفيفة.

الجمعة السوداء في بلدان العالم المختلفة:

  • الإمارات العربيّة المتّحدة : كان أوّل تجربة مع “الجمعة السوداء” مع موقع سوق.كوم (Souq.com) في سنة 2014 وتبعتها موقعي نون (Noon) و سيفي.كوم(SIVVI)، أي تقتصر على التسوّق الإلكترونيّ.
  • المملكة المتّحدة: إنّ مصطلح “الجمعة السوداء” هو مصطلح تستخدمه الشرطة البريطانية للدلالة على يوم الجمعة التي تسبق عيد الميلاد “كريسماس” (Christmas) حيث تكون الشرطة في حالة تشبه الطوارئ بسبب العدد الكبير من السُكارى الذين يشربون قبل العيد!

        

        ومنذ عام 2000 قامت الكثير من الشركات مثل شركة أمازون (Amazon) بمحاولة إدخال ثقافة الجمعة السوداء على الطريقة الأميركيّة، وقد نجحوا في ذلك فباتت الجمعة السوداء تتوسّع وتنتشر يوماً بعد يوم في بريطانيا، فقد وصلت قيمة المشتريات في الجمعة السوداء في المواقع الإلكترونيّة في سنة 2016 إلى المليار جنيه إسترليني (Pound).

  • الباكستان: دخلت “الجمعة السوداء” إلى الباكستان لأوّل مرّة في سنة 2015 عبر موقعٍ إلكترونيّ محلّي يسمّى “دَرَزَ” (Daraz)، ولحقت بها الكثير من المواقع الأخرى، وسيكون الجمعة السوداء القادم في الرابع والعشرين من نوفمبر في السنة الجارية 2017.

كما نلاحظ تقوم الكثير من المواقع الإلكترونيّة بل أقوى المواقع الإلكترونية التي تختصّ بالتجارة الإلكترونيّة بتفعيل الجمعة السوداء، وإن لم يكن هذا الأمر موجوداً في بلدك يمكنك الاستفادة من المواقع الإلكترونيّة المختلفة، فالجمعة السوداء لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط.